أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على الموقف الثابت للمقاومة، بمواصلة التصدي للعدوان الصهيوني ومساندة الشعب الفلسطيني حتَّى وقف عدوانه، مشدّدًا على أن كلّ المحاولات السياسية والعسكرية لتخفيف الضغط عن الجبهة الشمالية لن تنفع العدو، بل سيجد لدى المقاومة مفاجآت حسب مقتضيات المعركة، ولافتًا إلى أن ما جرى من عملية في عرب العرامشة هو نموذج صغير عمَّا تخبئه المقاومة لهذا العدو.

وخلال تشييع الشهيد على طريق القدس محمد حسن السيد عبد المحسن فضل الله (أبي هادي) في بلدة خربة سلم الجنوبية السبت 20 نيسان/ أبريل 2024، قال فضل الله إنَّ “المقاومة اليوم ومعها جمهورها الذي هو غالبية اللبنانيين تؤسِّس لمرحلة جديدة تعطي فيها لبلدها موقع الشريك في صنع المعادلات في المنطقة، ولا تسمح للآخرين أن يحددوا له مستقبله، وما تقدمه من تضحيات وأثمان، لها نتائجها الكبيرة ليست فقط على اللحظة الراهنة، وإنما أيضًا على مستقبل وجودنا، نحمي فيه الأجيال القادمة، كي لا يستسهل العدوّ الاستباحة كما كان يفعل في الماضي”.

وأضاف النائب فضل الله: “بعد سبعة أشهر ومع كلّ ما ألحقته المقاومة في لبنان من تصدعات كبيرة في الشمال الفلسطيني، فإنَّ العدوّ هو من يخضع لإيقاع المقاومة، والذي يمنعه حتَّى اليوم من التمادي أكثر هو عناصر القوّة التي تمتلكها المقاومة، ولكلِّ تصعيد “إسرائيلي” ما يقابله من رد مدروس وموجع ومفاجئ من قبل المقاومة، وهذا الذي يبقي الحرب ضمن ما ترتئيه هذه المقاومة من معادلات من أجل تحقيق الهدف في الحماية والمساندة”.

ورأى أن “ما جرى من تطوّرات على صعيد محور المقاومة، وما حققته الضربة الإيرانية لكيان العدوّ من نتائج يثبت مرة أخرى أن غطرسة القوّة الصهيونية ليست مطلقة اليدين، وأن كلّ الدعم الأميركي لن يمكِّن هذا العدوّ من فرض إرادته على المنطقة”.

واعتبر النائب فضل الله أنّه “ليس غريبًا أن تختار يا سيد محمد عيتا الشعب موقعًا متقدمًا للمرابطة على ثغورها دفاعًا عن بلدك وانتصارًا للمظلومين في غزّة، فأنت ابن أبيك آية الله السيد عبد المحسن فضل الله الفقيه المجتهد المرابط على ثغور جبل عامل في مواجهة العدوّ الصهيوني يوم قلَّ الناصر والمعين، فكان المرشد والموجِّه للعلماء والمجاهدين والحاضن للمقاومة وصاحب الفتاوى الجريئة في الجهاد ضدَّ الأعداء، حتَّى جعل من بيته ومن خربة سلم موقعًا متقدمًا للعمل المقاوم، فخرج منه الشهداء القادة”.

وعقب الكلمة، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام منزل الشهيد، شارك فيها النواب: أمين شري، إبراهيم الموسوي، حسن عز الدين، حسين جشي، حسن فضل الله، ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله، رئيس جمعية المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم الدكتور حسين يوسف، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله، وعلماء دين وشخصيات وفعاليات وعوائل شهداء، وحشد من جمهور المقاومة.

وجابت مسيرة التشييع شوارع بلدة خربة سلم، تتقدّمها سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية والفرق الكشفية، وقد ردّد المشاركون اللطميات الحسينية والزينبية، وأطلقوا الهتافات والصرخات المنددة بأميركا و”إسرائيل”.

وأقيمت مراسم تكريمية للشهيد على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، حيث تولّت ثلّة من المجاهدين حمل النعش الذي لُفَّ بعلم حزب الله، وبعد أن وضعت ثلاثة أكاليل من الزهر باسم مدارس المهدي (ع)، وبلدية وأهالي عيناثا، وعوائل شهداء عيناثا، أدّت فرقة عسكرية من المقاومة العهد والقسم للشهداء بالمضي على درب الجهاد والمقاومة، ثمّ أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد الطاهر، لتنطلق المسيرة مجددًا تجاه روضة الشهداء، حيث ووري جثمان الشهيد في الثرى إلى جانب رفاق الدرب.

Powered by the Echo RSS Plugin by CodeRevolution.