سادت في البقاع، حالة من القلق والارتياب، إثر اجتياح أعداد كبيرة من الحشرات المعروفة بـخنفساء الأرضبلدات عدّة. الكثيرون ظنّوا هذه الحشرات نوعًا من الصراصير، لكنها في الواقع خنفساء وتسمى الـCalosoma Olivieri، وبالتالي لا تنقل الأوبئة والأمراض، ولا تستوطن كالصراصير داخل المنزل، بل تموت خلال ساعات معدودات، وفقًا لمدير مديرية البقاع في مؤسسة جهاد البناء الإنمائية خالد ياغي.

يؤكد ياغي لموقع العهد الإخباري أنCalosomaهي فصيلة من الحشرات المفيدة للبيئة، سواء في طورها اليرقي أو عند بلوغها، وهي غير مؤذية، إلّا أنها تنفث رائحة كريهة إذا كانت في حالة دفاعية، مشيرًا إلى أنها تتكاثر في هذا الوقت من كل عام.

ويوضح ياغي أن هذه الخنفساء تكاثرت بشكل أشدّ في زحلة ويونين وعرسال، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة ستمتد خلال الأيام القليلة القادمة، وأنه لا داعٍ للخوف أو القلق، خاصة أن عمرها لا يتخطى الساعات، حيث تقتلها أشعة الشمس القوية، مردفًا: “تكون الخنفساء في حالة سبات خلال فصل الشتاء، يُدخلها في مرحلة النمو، لتخرج من مخابئها مع إرتفاع درجات الحرارة”.

خنفساء الأرض تتكاثر في الطقس الحار

رئيس دائرة التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية محمد كنج يعزو تكاثر هذه الخنفساء إلى الجو الحار خصوصًا في البقاع وعكار، إذ يسيطر طقس ربيعي معتدل على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط، حيث تتأثر المنطقة برياح خماسينية حارة ومحمّلة بالغبار، تؤدي إلى ارتفاع ملموس في درجات الحرارة.

ويوضح لـ”de Bund” أن رياح الخماسين تنشط في فصل الربيع عادة من كل عام في شهري نيسان وأيار، مشيرًا إلى أنها ستنحسر غدًا الجمعة، مع احتمال تساقط بعض الأمطار.

ويلفت كنج في هذا السياق إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تكاثر هذه الحشرات بسرعة، فتوفر العوامل المناخية الحارة والجافة، خصوصًا بعد مرحلة من المناخ الدافئ، أدى إلى تكاثرها بسرعة وخروجها من تحت الأرض، فالحشرات تحب الطقس الجاف والدافئ.

يقول كنج للعهد إن الرياح الخماسينية تحمل الحشرات، فيما يحدد اتجاه الهواء في كثير من الأحيان اتجاه انتقالها، مطمئنًا أن الخنفساء لن تصل إلى بيروت أو المناطق الساحليةإلا ما ندر- لأنها تحتاج إلى بيئة حاضنة من البساتين والمزروعات، وهذا غير موجود في هذه المناطق.

إجراءات مكافحة حشرة الـCalosoma Olivieri

بحسب ياغي، فإن ظهورالـ calosomaفي الليل خصوصًا، مرتبط بكونها حشرات ليلية، تنجذب للضوء بشكل أساسي. أما إذا أراد الناس إبعادها عن منازلهم، فما عليهم إلا إطفاء المصابيح الخارجية.

ويقول: “بحال زيادة أعداد الحشرات بشكل كثيف، يمكن للمواطنين إغلاق كافة المنافذ إلى داخل الأمكنة التي نود حمايتها، كالأبواب والنوافذ بالإستفادة منالمناخل، الذي يعد الحل الأفضل للمشكلة”.

ويضيف: “أما في الأحياء السكنية حيث فيها الخنفساء بأعداد كثيفة بشكل لا يطاق، فإنّنا نوصي البلديات برش مادةالدلتامثرين بتركيز 5%، بمعدل 1 ليتر لكل برميل 200 ليتر مياه، مع التأكيد على الرش والإلتزام بالضوابط، كخلو الشوارع من المارّة، وعدم الرش في حال وجود رياح، وكذلك التأكيد على الرش بالرذاذ وليس بالتدخين”.

ويتابع: “داخل المنازل، وعند الضرورة، يمكن استخداممبيدات الحشرات الزاحفةوالتي تحتوي على المادة الفعّالةالدلتامثرين، وهي المادة التي أظهرت فعاليتها بعد عدة تجارب، وهي متوفرة في البخاخات الموجودة في الأسواق Baygon- VapePif Pafإلخ”.

أمّا في الأماكن والمناطق المفتوحة وفي الهواء الطلق، فلا داعي للرّش، وفقًا لياغي، مشددًا على عدم الرّش حفاظًا على التوازن الطبيعي والبيئي، قائًلا: “من الممكن شطف الشرفات والمداخل وقرب النوافذ بالماء المخلوط مع مادة الكاز النفطية، أو رش بعض الكاز حول المنافذ، كالأبواب والنوافذ”.

Powered vun der Echo RSS Plugin vun CodeRevolution.