اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين، بسير المفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني، محذّرةً مجددًا من أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتبييض صورتها العالمية، ولكن التفاصيل تظهر تقاسمها الأدوار معتل أبيبفي استمرار الإبادة في قطاع غزة، كما كتبت الصحف عن استمرار النهضة الجامعية في العالم وتطوراتها.

نتنياهو أمام الموافقة أو الاستقالة

في هذا الصدد؛ كتبت صحيفةإيران”: “كما كان متوقعًا بالفعل، المفاوضات غير المباشرة بين مسؤولي حماس والكيان الصهيوني لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار- كما ذكرت الأخبار والتقارير- لم تتوصل إلى اتفاق في اليوم الأول للمفاوضات، وتوالت المناقشات وما تزال المقترحات المقدمة في القاهرة مستمرة. وبالرغم من إعلان مسؤولي حماس أن مقترح الاتفاق الحالي أفضل من المقترحات السابقة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي أنباء عن التوصل إلى اتفاق.. في حين تشير الأخبار والتقارير إلى أن نتنياهو غير راضٍ عن الاتفاق مع حماس لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب، ويحاول جعل بيان التيارات المتطرفة في الحكومة معيارًا للعمل. كما أن أهالي الأسرى الصهاينة، في رسالة مفتوحة إلى نتنياهو، طلبوا منه الاستقالة إذا لم يتمكّن من الصمود أمام الضغوط السياسية من وزراء حكومته لمنع إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية”.

وأضافت الصحيفة: “في حين ظهر النظام الصهيوني في القاهرة بمظهر الدبلوماسية بهدف تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. من ناحية أخرى؛ يتّهم المسؤولون الأميركيون حماس بالتأخير في قبول الشروط وتعطيل عملية التفاوض وعدم التوصل إلى اتفاق.. وكشفت بعض التقارير أيضًا أنتل أبيبلن تتراجع أبدًا عن الهجوم على رفح، ولن توافق على وقف الأعمال العدائية”.

ويبدو أنه، بحسب هذه الأخبار والتقارير، سلطات حماس ليست في الملعب الإعلامي والسياسي للسلطات الأمريكية وترفض القبول بالشروط من دون فحص دقيق. ومن ناحية أخرى؛ فصائل المقاومة تصرّ على ضرورة كتابة نص اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والأهم من ذلك أن مسؤولي حماس صرّحوا بأن تركيا وروسيا يجب أن تكونا الضامنتين لهذه المفاوضات، ما يدل على أن حماس حتى بعد التوصل إلى اتفاق، غير متفائلة بشأن تنفيذ بنوده وغير متفائلة بعدم نقض الصهاينة لوعودهم؛ بل يحتملون تعرّض رفح للهجوم بعد الاتفاق”.

نتنياهو والحرب الأهلية الأميركية ومعاداة السامية
كتبت صحيفةوطن أمروز”: “إن حملة القمع التي تقوم بها الشرطة ضد المتظاهرين ضد الإبادة الجماعية الفلسطينية، في حرم 12 جامعة أمريكية كبرى، أمر مثير للقلق.. ففي العام 1968، كانت جامعة كولومبيا الخاصة الشهيرة في نيويورك مركزًا للاحتجاجات ضد حرب فيتنام، والتي أسفرت عن اعتقال الشرطة لأكثر من 700 طالب وأستاذ جامعي.

اليوم، بعد 56 عامًا، احتجت الجامعة الشهيرة نفسها التي تضمّ 30 ألف طالب إجمالًا، والتي تجسد الروح الجماعية لمستقبل الولايات المتحدةتمامًا كما يمكن رؤيتها الآنضد الإبادة الجماعية التي ترتكبهاإسرائيلفي غزة، فتضطر الجامعة إلى التنازل عن مصداقيتها على حساب مئات الطلاب والأساتذة الذين يتعرضون للقمع الوحشي أو اعتقال الشرطة. ولم تمتد الاحتجاجات الأكاديمية الصادمة إلى تكساس وجنوب كاليفورنيا فحسب، بل وأيضًا إلى كلية باريس للعلوم السياسية”.

وأضافت الصحيفة: “نتنياهو، وفي تصرف يصل حتى إلى مستوى التدخّل الصارخ في السيادة الأمريكيةالتي يدوس عليها بشكل غريب الكونجرسيخاطب الطلاب الأمريكيين المؤيدين للفلسطينيين من الخارج حول الإبادة الجماعية ويتّهمهم بمعاداة للسامية.. إن مصطلحساميالذي كان يطلق في الأصل على العرب، سواء أكانوا يهودًا أم مسيحيين أم مسلمين، أصبح الآن ينطبق على اليهود؛ والآن، يصف نتنياهو، وهو بولندي غير سامي، المتظاهرين في الجامعات الأمريكية بأنهم مجموعات معادية للسامية.. لمّا تتمكّن إسرائيل بعد من إنشاء خطاب مقنع بين أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبرالهجوم المذهل الذي شنته حركة حماس الفلسطينيةو14 نيسان/ أبريلعندما رأت إسرائيل أن ردعها مهدد من الردع الاستراتيجي الإيراني الجديدوبين الإبادة الجماعية في غزة وسياستها في الفصل العنصري ضد السكان؛ حيث يكون هذا الخطاب مسوّغًا لما تفعله، مع أن الفلسطينيين هم الساميون الحقيقيون”.

وقف إطلاق النار أم تقسيم الجريمة بين واشنطن وتل أبيب؟
كتبت صحيفةقدس”: “أكد مصيب نعيمي، وهو الخبير في شؤون المنطقة في مقابلة مع صحيفة قدس، أن الحرب في غزة وصلت إلى طريق مسدود من وجهة نظر الصهاينة. وما يحدث الآن هو بداية لسيناريو مشترك من الصهاينة في واشنطن وتل أبيب؛ فأمريكا تحاول تقديم نفسها وسيطًا يحاول تثبيت وقف إطلاق النار، والصهاينة غير مستعدين لقبول وقف إطلاق النار لعدم توفر الشروط.. والهدف هو تمهيد الطريق لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة من دون تقديم أي التزام في هذه المرحلة؛ حيث تتوفر الظروف الملائمة لاستمرار الحرب. أما الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، وهو شرط حماس أيضًا، فلم يوافق عليه الصهاينة واكتفوا بالموافقة على وقف إطلاق نار مؤقت تضمنه واشنطن. في حين أن حماس لا ترى ضمانة واشنطن صحيحة، وتطالب في هذه المرحلة بانسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية وتقديم ضمانة كتابية منها موجّهة لعدد من الدول الإقليمية والدولية. في الواقع نتنياهو يحاول تحقيق ما لم يتمكّن من تحقيقه، بالوسائل العسكرية ،عبر المفاوضات وتمهيد الطريق لاستمرار جرائم تل أبيب. وبإطلاق سراح الأسرى الصهاينة سيظهرون أنفسهم منتصرين في حرب غزة؛ ومن الواضح أن مثل هذا الطلب لن تقبله حماس وفصائل المقاومة الأخرى في غزة”.

وأضافت الصحيفة: “وأكد الخبير نعيمي أن احتمال الهجوم الصهيوني على رفح، في حال فشلت المفاوضات الحالية ممكن، بل يمكن القول إن هجمات النظام الصهيوني على رفح بدأت ولا يمر يوم من دونها. فيمكن رؤية هجمات جوية ومدفعية على أجزاء من منطقة رفح، لكن من المؤكد أن الهجوم البري على رفح، حيث لجأ ملايين الفلسطينيين من مناطق أخرى في غزة، سيكون أمرًا مروعًا أيضًا. كما رأى نعيمي أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن معارضة واشنطن لـ هجوم بري محتمل من النظام الصهيوني على رفح يتماشى مع سيناريو تقسيم الدور بين واشنطن وتل أبيب، وإن معارضة أمريكا لوقف دائم لإطلاق النار وتأكيد إقامة وقف مؤقت لإطلاق النار يًظهران في الواقع أنهما لا تعارض بينهما حول استمرار هجمات النظام الصهيوني على غزة. وتأتي هذه التصريحات للمسؤولين الأمريكيين بسبب الانتخابات المقبلة واستعادة صورة أمريكا في نظر الرأي العام العالمي التي تضررت بشدة، بسبب دعمها للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة”.

Powered vun der Echo RSS Plugin vun CodeRevolution.