أثير – مكتب أثير في دمشق

تخيّل أنك فلسطينيّ بلا إسرائيل
أيها الفلسطينيّ.. أغمض عينيك لبضع ثوان وحاول أن تديرَ ظهرك قليلاً لليقظة وتسهو دون
أن تباغتك حمم الغدر والموت الصهيونية.

أغمض عينيك ولتحلم أنك تنتمي لوطنٍ جميلٍ غنيّ بما أنعم الله عليه من ثروات..
تخيّل أنك تنتمي لوطن فيه الكثير من العيش الرّغيد..
زبدة الموضوع.. تخيّل أنك فلسطينيّ بلا إسرائيل.
أين كانت وعلى أيّ شعب ستشنّ إسرائيل وجيشها الذي يدّعون أنه “الأكثر أخلاقيّة” حرب
الإبادة؟
على أيّ أرض وتحت أيّ سماء سيكون القصف والقتل والحصار؟
على أيّ بلد سيمارس الفصل العنصريّ والظلم والتّجويع حتى الموت؟
ما كانت يا ترى جنسية السّيدة صاحبة البيت والأرض، التي عاث الإسرائيليون في بيتها
فساداً، وارتدوا ملابسها في صورة سلفي، وهم يتضاحكون على أ نّهم وصلوا إلى أخصّ
خصوصيات مواطني هذا البلد ودنسوها كما يفعلون الآن في غزة.
ولكن انتظروا مازال للقصة بقية…
فعندما عادوا في اليوم التالي ليواصلوا تدنيس المنزل والعبث بمحتوياته، مقاتل فلسطيني كان
لهم بالمرصاد، وعاجلهم بقنبلة قضت عليهم على الفور.
ما الذي تفعله إسرائيل وجيشها “الأكثر أخلاقية” في غزّة؟
دعونا نخبركم ببعض ما يظهر على الإعلام، وما خفي كان ليس أعظم “بل أقذر”
نشر الإعلاميّ الإسرائيليّ المتطرف ينون ماغال مقاطع مصورة تظهر عدد اً من الجنود وهم
يرقصون ويحملون أسلحتهم ويغنّون: (غزّة جئنا لننتصر نحن نعرف شعا رنا.. الكلّ مذنبون)
بالنسبة لإسرائيل جزاء المذنب ” كما تراه” هو الموت، ففي عرفها كلّ فلسطينيّ لا زال حيّاً هو
مذنب، أليس هم أصحاب مقولة الفلسطينيّ الجيّد هو فقط الفلسطينيّ الميّت.
عبارات بسيطة عرضها الإعلام تُعنّونُ ما يختمر في ذهن الجنديّ الإسرائيليّ، وهو ما كتبه
أحدهم على جدار في غزّة (دعونا نمحو غزّة بدلاً من محو الكتابات على الجدران)
ويكتمل جزء من الصورة عندما نرى الجنديّ الإسرائيليّ يُجهز على الجرحى داخل المشفى
في جنين.
بينما نشاهد أطفالا رضّع تركوا بمفردهم على أسرّة المشفى في غزّة، دون السّماح بإنقاذهم،
لتَخرج للعالم فيما بعد صور تقشعرّ لها الأبدان للأطفال المتحلّلين على الأسرّة في المشفى.
ويستمر مسلسل الجيش “الأكثر قذارة” بالخروج إلى العلن، من خلال مقاطع صوروها
بأنفسهم.
عنوان آخر..
جنديّ إسرائيليّ يحرق مساعدات في غزّة” وانتهى الخبر..”
وماذا يعني ذلك.. قد تكون هذه المساعدات طعام أو أغطية وأدوية..
نعم صحيح انتهى الخبر، ولمّا تنتهي المأساة، فبحرق المساعدات على بساطتها يكون قد قُتل
العشرات جوعاً وعطشاً.
وليس لأن الدمى تشعر وتتألم، ولكن ربما لأنه يتمثّلها لأطفال فلسطينيين.. يدخل الجندي
الإسرائيلي إلى متجر فلسطيني لألعاب الأطفال ويقتل الألعاب!!! نعم يقتلها
أليست رمزيّة يجب أن تقضّ مضجع منسّقي حقوق الإنسان وواعدي الأمم بتطّبيقها!!!
هل تسريب بعض الفيديوهات والصور لمعتقلين في غزّة، جرّدهم الاحتلال من ملابسهم
وقادهم معصوبيّ الأعين مقيّدي الأيدي يعني الكثير لمن يتنطّح بأخلاقيّة هذا الجيش؟
في حين أن العديد من الحالات التي تنتمي للتحرّش والقتل بدم بارد لم توثّق، ولكن هذا لا يعني
أنّها غير موجودة
نعلم علم اليقين أن الحروب لا تحوي في بعض مفرداتها على التراشق بالورود،
لكن حتّى الحروب ينظّمها القانون الدولي الذي يحمي المدنيّين والمشافي والمسعفين
والصّحفيين وأسرى الحروب، وحالات كثيرة ويَحولُ دونَ أن يكونوا وقوداً لحرب
تنتهي بقتل القيم والتجريد من الإنسانيّة والسّير نحو العدم، فلا الحروب وجيوشها أخلاقيّة، ولا
الأحلام تحمي وتحرّر البلدان والشعوب..
إذاً أيّها الفلسطينيّ.. لا تستسلم للنوم أو لأحلام اليقظة بل أبقِ عينيك مفتوحتين، ورأسك مرفوع،
ويدك على الزّناد كما أنت الآن، وعندها سيتحقق الحلم، وتعود فلسطين كما كانت فلسطينيّة.
بالكامل بلا إسرائيل

Mundësuar nga Echo RSS Plugin nga Revolucioni i Kodit.