أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّالعدوان على غزة كان مقرّرًا له أن ينتهي خلال شهرين ويطيحون بأهل غزة ويدمّرونها بالكامل ويحرّرون أسراهم ويسحقون المقاومين، لكنّ الأبطال من المجاهدين والشّهداء منعواالإسرائيليمن أن يحقق أهدافه وفق الخطة التي أرادها”.

وفي كلمة له خلال حفل تكريمي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس حسين علي دغمان (مالك) في حسينية بلدة كفرتبنيت، قال رعد: “ننهي السبعة أشهر والعدوّ الإسرائيلي ما زال حائرًا ومتلعثمًا ومترددًا وخائباً وتائهًا لا يعرف كيف يتصرّف، ولم يحرّر أسيرًا واحدًا من أسراه بالقوة ولم يسحق المقاومة في غزة ولم يسيطر عليها وإن توغّل فيها لأنّ التوغل شيء والسيطرة شيء آخر، لأن التوغل قد يكون إستدراجاً له لأنه لا يوجد تكافؤ في التسلّح بين المهاجمين والمدافعين وعندما يتوغل لا يستطيع أن يُسيطر”.

وأضاف أنالعدوّ يتوغل ويدمّر ثم ينسحب وهذا ما فعله في غزة وهذا ما سيفعله إذا ما قرّر أن يخوض المغامرة الجديدة في رفح، لأنه سيدخل إليها وسيخرج وسينسحب منها لأنه لا يستطيع أن يستقرّ أو أن يُنهي المقاومة”.

ولفت رعد إلى أنّهحتى الآن يتعرّض المحتلّ الإسرائيلي والمعتدي لعمليات وكمائن في شمال غزة وفي خان يونس وفي مدينة غزة كما في المخيمات، ويخرجون له من تحت الركام ويقتلون منه الضباط ويُدمّرون الآليات، مشددًا على أنالإسرائيلي وقع في الشَّرك وأصبح يتكبّد الخسائر تلو الخسائر بشكل مباشر وبمواجهةٍ عن مسافات قريبة، لذلك هو يغتاظ ويتذمّر ويتفلّت حتى من خطته التي وضعها من أجل أن يستقرّ إحتلاله في قطاع غزة”.

واعتبر أنّالعدو يرسل الصواريخ خارج نطاق الإشتباك الذي أراده وهذا ما يورّطه في توسعة دائرة الإشتباك، وهذا ما يجرّه إلى مقاتلة من ليس قادرًا على مواجهته وهذا ما حصل له في دمشق، مؤكدًا أنّالرّدع الإسرائيلي سقط أمام قوة الردع الإيراني في المنطقة، وهذا من أهم الإنجازات الإستراتيجية”.

وأشار إلى أنّهعدد الصواريخ التي أطلقت والتي سقطت ليس مهمًا، بل المهم أن الهدف الذي أرادت الصواريخ أن تصل إليه قد وصلت إليه، وأنّ الردع التي أرادت إيران أن تحقّقه من خلال ضربتها للكيان الصهيوني قد أنجزته، فقد تبيّن للعالم كلّه أن هذا الكيان ليس محميًا بذاته وتستطيع شعوب المنطقة أن تتصدى له وأن تخرجه من الأرض المحتلة وأن تسقط طغيانه واحتلاله، لأن هذا الكيان محميّ من دول أجنبية وردعه هو رهن وجود دعم دولي له، معتبرًا أنالتفوق الإسرائيلي المزعوم افتضح أمره في هذه المواجهة والمعركة”.

رعد قال إنّمعركتنا مع الإسرائيليين كشفت كم أنّ الغرب تعيسٌ في حضارته وفاسدٌ في توجّهاته ولا تليق قيمه بالإنسانية، وانكشف أنّ قيم الإيثار والتضحية والتعاون والدفاع عن الحق ونُصرة المدنيين والأطفال والنساء لا يحميها إلّا ديننا وحضارتنا وتعاليم الرسالات السماوية، مضيفًا أنحضارة الغرب تشجّع الفساد وتدفع إلى الكراهية والإحتلال وتُعزّز الأطماع في أملاك الغير وأوطانهم وثرواتهم وتُشيع الفساد وعدم الإستقرار في العالم، لذلك إنّ أفضل إنتاج للغرب هو الكيان الصهيوني فماذا بقي بعد ؟”.

وتابع رعد: “إذا كان هذا الوحش هو نتاج القيم الغربية، فليأنسوا به وليربّوه في أقفاصهم، وفلسطين ليست قفصًا للوحش الغربي المتصهين والصهيوني، لافتا إلى أنسبعة أشهر والغرب لم يستطيعوا أن يضغطوا على الإسرائيلي من أن يوقف الحرب على غزة وعلى تدمير الإنسان، بل ما زالوا يموّلون ويدعمون هذا العدوان”.

وأكدأننا سنكتشف أنّ كلّ هذا السّخاء والكرم الذي يُبديه الغرب سيُدفع من صندوق دول النفط للأسف، لأن هذه الدول عوّدتنا أن تموّل الحروب ضد تحقيق العزّة والكرامة لشعوب هذه المنطقة، ورأى أنالمواجهة تاريخية لذلك النصر في هذه المواجهة سيكون نصرًا استراتيجيًا عظيمًا وسيترك آثاره على كلّ حياة ومعادلات المنطقة وستهوي دول وتتساقط أنظمة بعد هذه الحرب”.

واعتبر رعد أنّالكيان الصهيوني يعرف أنه لم يعُد قادرًا على خوض حربٍ ضدّ مقاومةٍ في هذه المنطقة، وهو يحاول أن يُظهر بعض أنفاسه وعضلاته، لذلك عندما يضيق ذرعًا بضغوط المقاومة يستهدف سيارة في عدلون أو موقعًا خارج مناطق الإشتباك، ولكن يجد أن المقاومة عندما تُستهدف في عدلون تستهدفه في عكا وحين يوسّع دائرة الإشتباك تكون له المقاومة بالمرصاد، لا تنسحب من أمامه ولا تنهزم أمام تمدد عدوانه إنما تتصدى بكلّ شجاعة”.

وذكر رعد أنعلى المستوى الإستراتيجي انتهت هذه الحرب، والإسرائيلييُعلن فشله يومًا تلو الآخر وعندما يستقيل في وسط الحرب رئيس إستخبارات عسكرية للعدو، هذا يعني أنّ العدوّ قد هُزم، وعندما يتظاهر الإسرائيليون لأنهم لم يجدوا بعد أيّ أسير قد تحرر من بين أيدي المقاومين، فهذا يعني أنّ العدوّ قد فشل في تحقيق الأهداف التي أطلقها ليشنّ عدوانه على غزة”.

وأضاف: “على المستوى الإستراتيجي، الفشل أصبح أمام العدوّ، لكن المكابرة هي التي تدفع العدوّ لإطالة أمد المعركة من أجل مصلحة شخص هو رئيس حكومة العدوّ، لأنّه يرى في استمرار العدوان ما يُطيل وجوده في السلطة وعندما يتوقف العدوان يخرج من السلطة ومن الحياة السياسية في كيانه المحتلّ، لافتًا إلى أنّكلّ الدول الداعمة للعدوّ تُحاول أن تتلاطف مع هذا الشخص من أجل إقناعه بأن يترجّل دون أن يُكبّد الكيان الصهيوني المزيد من الخيبة والفشل”.

وأكد رعد أننادفعنا تضحيات من أجل أن نصل إلى هذه النتيجة التي فيها يفشل العدوّ عن تحقيق أهدافه، لكننا كما نألم يألم عدوّنا، ونحن نعرف ماذا نريد وكيف نواجه والعدوّ يتخبّط في عدوانه ولا يعرف كيف يخرج من المأزق ووحل الفشل الذي أوقع نفسه فيه”.

وختم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بالقول إنخيارنا المقاوم هو الخيار الذي يحفظ بلدنا وعزّتنا، وهو الذي يمنع العدوّ على مدى أجيال ومسافات زمنية طويلة من أن يستسهل العدوان على بلدنا، لأنه سيلقى الردّ القويّ الذي يُفشل عدوانه ويُحبِط آماله ويدفعه إلى الإنكفاء والتقوقع وانهيار كيانه إن شاء الله”.

Pinapagana ng Echo RSS Plugin ni CodeRevolution.